أدب وفن

أمير يخطف فاتنة ويترك عاشقها في جحيم الحزن

المستقلة خاص ليمنات

نحن أمام قصيدة رائعة وجميلة قيل أن لها قصة غرامية ذات معاني وشجون.. نورد بعض تفاصيلها حيث كان لعاشق مغرم حبيبة جميلة وفاتنة، وكان شديد الغيرة والخوف عليها..

وفي يوم من الأيام، أعلمته عشيقته بأنّها سوف تحضر حفلا للأمير مع بعض النساء.. فخاف العاشق الولهان وتوقع بأن مصيبة ما سوف تحلّ على محبوبته لعلمه بفساد ومجون ذلك الأمير، وحاول إثناءها عن عزمها بشتّى الوسائل ذاكرا لها راحتها وتنفسها وفسحتها هنا ووجوده إلى جانبها ووفاءه وإخلاصه، مذكرا إيّاها بالذي كان والذي مضى من لعب الصبا وانفتاح الشباب..

لكنّ الأقدار شاءت أن لا تستمع محبوبته إلى النصيحة وأن تطمئن عشيقها وحبيبها بأن لا يقلق عليها..

لكن خلافا لكلامها وقعت المصيبة وأعجب الأمير بها وافتتن بجمالها وحسنها وكان ما كان منه معها إمّا نكاح وإمّا سفاح بقدر ما يتخيله الراوي أو المستمع.

وعندما وصل الخبر إلى حبيبها الذي لا يجد لديه من حيلة أو وسيلة يدفع بها الشرّ النازل على معشوقته ولا يملك لحبيبته ولنفسه من نفع ولا ضرّ وما من طوق نجاة من أمير عنيد جبّار، فأصبح مغلوبا على أمره، يندب حظّ الحبيبة وإيّاه ويرثي مصيره وإيّاها.

وقف الحبيب عاجزا إلاّ من أشعاره ليصوّر لنا أجمل كلام قيل في هذه المناسبة.

فكتب قصيدة غنائية في غاية الجمال والإبداع، طالما ردّد غناءها أساطين الطرب وسلاطين الغناء في اليمن في الزمان الأوّل..

الشاعر العاشق هو واحد من روّاد وفرسان الشعر الحميني المعدودين والمشهورين في اليمن.. وهو الشاعر القاضي عبد الرحمـن بن يحي الآنسي وقد توفي منذ أكثر من قرنين وابنه هو الشاعر أحمد بن عبد الرحمـن الآنسي الذي تغلّب على شعر والده بشهادة كلّ الشعراء لكنّ شهرة أبيه قد طغت عليه.

شبّه الشاعر القاضي العاشق محبوبته بالحمامة كما شبّه ذلك الأمير الظالم المستبد بالباز والذئب وكيف يسأل الله أن يعمي مقلته كما أجرى دموع معشوقته من مقلتيها دما ويدعو الله أن يعذّبه كما عذّب محبوبته واغتصبها وأن يجري دمه كما أجرى دماءها ويطلب من الله أن يهلك ذاك الذي فجعه بتدنيس طهر حبيبته وعفافها.. والآن إلى بعض مقاطع هذه الأغنية والقصيدة العاطفية الجميلة:

قصيدة: يا حمامي أمانه ما دهاك

للشاعر: عبد الرحمـن بن يحي الآنسي

يا حمامي أمانه ما دهاك

طرت من بقعتك حيث الأمان

كنت تسجع ويطربنا غناك

وافترقنا وما قد لك ثمان

<<<< 

خانك الدهر يا سيد الحمام

أنزلك من محلّك والمقر

وسقاك من يده كاس الحمام

هكذا الدهر حكمه في البشر

قد نهيتك وما تمّ الكلام

لا حذر يا حمامي من قدر

<<<< 

شلّك الباز من بين أخوتك

حين عرف أنّ قد هي ساعته

لو سمع يا حمامي نغمتك

كان شا يفلتك من قبضته

قادر الله يهلك من أذاك

وأحرمك طيب نومك والأمان

<<<< 

وانت يا قلب ما لك ما سليت

قد كفى لك غرامك والهيام

أنت ذاكر وإلاّ قد نسيت

قال من قلت له نسل الكرام

لا وربي وراسك ما سهيت

إنّما ضرّني كثر الغرام

<<<< 

الوصي من زكا أصله وطاب

معدن الجود محمود الخصال

أسأل الله ربي في الكتاب

يحفظه بالمثاني في أزال

زر الذهاب إلى الأعلى